انتهت أعمال منتدى رجال الأعمال الموريتانيين والمغربيين المنعقد يومي 21 و22 فبراير 2024 . و قد تعوَّدنا على تنظيم هذا اللقاء كل سنة دون أن يصدر أية وثيقة ، أو تتمخض أعماله عن نتائج ملموسة بخصوص توصيات قد تدفع بترقية العلاقات التجارية بين البلدين الشقيقين .
و يرى بعض المراقبين و المهتمين لتطوير هذه العلاقات ، فى أوساط المال و الأعمال الموريتانية ، بشيء من الامتعاض و الإحباط من تنظيم هذا الموعد السنوي دون حدوث نقلة نوعية أو على الأقل أثر إيجابي لمستوى هذه العلاقات التي ظلت يعيقها عدم التوازن الذي يخدم المملكة المغربية الشقيقة على حساب جارتها و اختها الجنوبية.
بينما صارت موريتانيا منذ سنوات المعبر الآمن اليومي لعشرات الشاحنات المغربية المحملة بأصناف و ألوان البضايع قاصدة السوق الوطني من جهة و أسواق أفريقيا جنوب الصحراء. و قد اصبح، و هذا شيء يثلج الصدور الموريتانية، علاوة على ذلك، حضور الاستثمار المغربي فى موريتانيا يطال قطاعات متفرقة نذكر منها على سبيل المثال الحصر : الاتصالات، القطاع المصرفي، إنتاج الأسمنت، الزراعة، البناء والأعمال، التجارة العامة…الخ.
وقد يساهم الإجراء الأخير المتعلق بزيادة معتبرة للرسوم الجمركية على الشاحنات في تنبيه السلطات المغربية على محل موريتانيا المحوري و الاستراتيجي و الحيوي للوصول للأسواق الوطنية من جهة و السوق الغرب أفريقي ، الشيء الذي من شأنه أن يحدث وعيا بضرورة الحرص ، من باب الإنصاف، على المعاملة بالمثل.
و قد يرضى البعض بمعاملة دون المثل، لا تمكن من إنصاف رجال الأعمال الموريتانين، وهم قلة قليلة، بفرص الاستثمار فى المملكة المغربية الشقيقة. و هي لعمرى مسألة صعبة تشابه إلى حد الصعوبة ما يسمَّى ب" مسارِ محاربٍ"! فوجود الاستثمار الموريتاني على الأراضي المغرب ضعيف جداً .
وقد يرجع البعض ضعف حضور الاستثمار الموريتاني في المغرب إلى نقص روح المخاطرة لدى رجال الأعمال الموريتانيين مع أنهم لديهم مشاريع ناجحة في بعض الدول، خاصة في إفريقيا.
إلَا أن السبب في ضعف حضور الاستثمار الموريتاني في المملكة، حسب أوساط بعض رجال الأعمال الموريتانيين، هو المضايقات التي يتعرض لها هذا المستثمر. وقد عانت مشاريع موريتانية عديده، و للأسف، من مضايقات طيلة مراحل مسار المشروع ، ولم تُجْدِ نفعا التظلمات التي رُفعت إلى جميع المستويات، بما فيها الاتحاد المغربي لأرباب العمل-رغم أن تلك المضايقات كادت تؤدي إلى إفلاس واحد من أهم هذه المشاريع.
فلو حُظي المستثمر الموريتاني في المملكة الشقيقة بالتسهيلات التي يحظى بها المستثمر المغربي في موريتانيا، أو-على الأقل – لم تتعرض مشاريعه إلى المضايقات –لكان حضوره في مستوى أهم مما هو عليه. و لمكَّن هذا من ترسيخ و توطيد العلاقات التجارية بين الشقيقتين و لكان لمنتدى رجال أعمال البلدين خارطة طريق و لكان حقيقة تتجاوز لقاءاته استعراضات احتفالاتية فارغة المبنى و المعنى.